تأملات ...
《إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا 》يغرس لعباده الصالحين في القلوب محبة وودا ؛فيسري حبهم
في الأرواح ،وتنطلق الألسنة بالثناء عليهم ،ويوضع لهم القبول في الأرض
ومالك الحب هو الله ،ومفاتيح القلوب بيد الله ،فإذا فتحها لمحبة
عبد وجدت محبتة ،وحملت مودتة
إن حب الخليقة الصالحة دليل على حب الخالق جل في علاه ،
وإن القبول في الأرض دليل على القبول في السماء والناس شهداء لله
كما صح به الحديث فمن أحبوه وودوه وأثنوا علية خيرا فهو
خير بار راشد ،ومن كرهوه ومقتوه وأبغضوه فهو شرير خاسر .
إن القلوب خزائن الرحمن ،وإن ألسنة الخلق أقلام الحق ،وإن
المؤمنين شهود عدول على من احبوه وابغضوه
إن لمحبه الناس أسبابا ليحبوا من أحبوه ؛كصدق إيمانه بريه ،
وطهارة باطنه ونقاء نفسة وسلامة صدره وقوة إخلاصة
وإن لبغض الناس أسبابا ليبغضوه ؛من نفاقه وفجورة وإستهتارة
بحدود الله وتنكر لدين ربة ،وظلمه وجورة ،وسواد قلبة ،وفساد
روحة وخسة طبعة
إن من يملك الأبدان لا يملك القلوب ،وإن من تنافقة الألسن
قد لا تحبه الأرواح ،إن السوط والسيف والهيبة لا تجلب
حبا ولا تدفع كرها ؛إنما الجالب للمحبة والدافع للبغض رب العالمين .
محبة العباد لا تشترى بالدرهم والدينار ولا تعرض في الأسواق
ولا ينادى عليها في المحافل ،انها نعمه يهبها الله من يشاء من عبادة
فتجد هؤلاءالمحبوبين محفوفين بالمحبه ،مستقبلين بالمودة ،
مغمورين بالثناء الحسن ،إن حضروا حيتهم القلوب وإن
سافروا شيعتهم الأرواح ،فلهم مساكن في نفوس العباد ،
ومنازل في قلوب الخلق رحمه من ربك ولطفا من إلهك .
صح في الحديث (أن الله إذا أحب عبدا ،دعا جبريل فقال له :
إني أحب فلانا فأحبه ،فيحبه جبريل ثم ينادي في أهل السماء ،
أن الله يحب فلانا فأحبوة ،فيحبه أهل السماء ،ثم يوضع له
القبول في الأرض ،وإذا أبغض عبدا قال لجبريل إني أبغض
فلانا فأبغضه ،ثم ينادي في أهل السماء ،إن الله يبغض فلانا ؛
فأبغضوه ثم يوضع له البغض في الأرض ).
إذا فالحب والبغض من عند الله ،فمن أراد محبه في قلوب الخلق
ومودة عند المؤمنين ؛فليطلبها ممن يملكها جل في علاه ،
بطاعته والإذعان لأمرة وأتباع رسوله ،والإهتداء بهدايته ،
وصدق النصح لعبادة وسلامه النية ،وطهر الضمير ،
حينها فليبشر بحب الله له ومودة المؤمنين .
No comments:
Post a Comment